Thursday, September 6, 2007

الغـــضـــب


هذا الشعور البغيض و المسمى بالغضب. نعم إنه و حق الله لشعور مقيت بغيض. يثير بالنفس أبشع الأحاسيس و الانفعالات.

لا أعلم كيف أن الانسان عندما يستفز و يغضب تتولد بداخله كل هذه الأحاسيس الكريهة. صحيح أن المرحلة التي يستفز عندها المرء تختلف من فرد لآخر إلا أننا جميعاً نستفز و نغضب.

و أصعب حالات الغضب، الغضب الذي يوصل إلى البغض و الكره. نعم هناك من الغضب ما يفعل بنا ذلك. من فترة بدأت أصل إلى مرحلة الغضب كثيراً و كثيراً جداً. و عندما أغضب أفاجئ بنفسي و كأنني أستعر على نار و لهب و بداخلي الكثير من الكلمات مثل طلقات الرصاص التي تريد أن تنفجر في وجه من أغضبني.

و العجيب أنني عندما أهدأ أقول لنفسي كم أنا غبية حتى و لو كنت على حق و أستحق الاعتذار من الشخص الذي غضبت منه لأي سبب كان فإنني بانفعالي هذا و بالكلمات التي تفوهت بها ضيعت حقي و أصبحت أنا المخطئة و وجب علي الاعتذار.

و من الغريب أيضاً أنه في ساعة الغضب لا أتذكر الا كل ما يزيد غضبي و كأنه شعور ذاتي التغذية يغذي نفسه بنفسه و أظل أتذكر كل التفاصيل التي تحرق الدم و تزيد من حدة غضبي و أظل أفكر و أعيد التذكر حتى يتملكني الغضب بالكامل و على رأي مقولة والدي المأثورة "أفضل أغربل في الهم و أطلع منه ناعم و خشن" و كأنه لا يكفيني أنه في حد ذاته هم يستحق أن نصل لحل للتخلص منه إلا أنني أخلف منه المزيد و المزيد من الهموم و السبب "الغضب".

الأسوأ أنه في احدى المرات أوصلني الغضب إلى الشعور بالمقت و الكراهية نعم الكراهية!!! غضبت من شخص غضبة شديدة ما بعدها غضبة و لكن بعد أن فعل معي ما لا يفعل على الاطلاق من نكران للجميل و أذية شديدة و كنت أظن أنني اكتفيت بأن أحتسب عند الله و أن أسقطه من حساباتي تماماً و أقطع كل صلة قريبة أو بعيدة به. إلا أنني فوجئت بأنني أكره هذا الشخص و أود الانتقام منه على أن هذا الشعور و المسمى بالكره و الرغبة في الانتقام هي نار تحرق صاحبها وحده هي سلاح ذو حدين.

لا أعرف بالفعل إن الغضب هو شعور شيطاني بحق و لا أعرف إذا كنت وحدي من تعاني من ويلات هذا الشعور و الذي يراود النفس البشرية من حين لآخر و لمرات أكثر تكراراً في زمننا هذا؟ و كيف هو السبيل للتخلص من هذا الشعور؟ كيف أستطيع أن أتحكم في عواطفي و في هذا المارد و المسمى بالغضب؟

اللهم أعني على نفسي الأمارة بالسوء و ألهمني الصبر من عندك.

2 comments:

mostafa said...

يبدو أن الغضب هو نجم هذا الشهر وابشرك بأنك لست وحدك من تغضبين وان استنكرت علي صديقتك نهي ان يحمل انسان كل هذا الغضب بداخله تمنياتي لك بحياه بلوجريه هنيئه بعيدا عن الغضب

Rosa said...

مصطفى:

أولاً شكراً على مرورك بالمدونة.

مش عارفة بنفع نطلق على الغضب انه نجم؟؟ متهيألي صعب شوية بس فعلاً كتيييييير قوي الفترة الأخيرة بسمع انه الغضب أصبح يتحكم في مشاعر ناس كثيرة.

أما عن نهى هي أرق مخلوقة عرفتها في حياتي صدقني حتى غضبها لا يعد غضب اسألني عنها.