Sunday, May 8, 2011

عن المرأة أكتب

من فترة تراودني الرغبة في كتابة هذه التدوينة و مترددة و لكن أعتقد أنه حان وقت كتابتها و مشاركتها مع كل النساء في حياتي.

لماذا نصر كنساء أن نجعل محور حياتنا أي شئ و أي أحد آخر غير أنفسنا؟!!

و السؤال هنا لي قبل أي أحد آخر.

دائماً نصر أن تكون حياتنا محورها أشخاص و أشياء غيرنا نفني حياتنا من أجلهم و ننسى أنفسنا في خضم الحياة الرهيبة المليئة بما يكفيها من مشاغل و موجعات

الابنة تكون حياتها محورها أسرتها و الزوجة تكون حياتها محورها زوجها و الأم حياتها محورها أبنائها و المرأة العاملة تعطي من مجهودها و طاقتها كل ما تملك لعملها و ربة المنزل تفني نفسها في منزلها و مهامه.

و الأم العاملة تقطع نفسها بين كل الأشياء لترضي جميع الأطراف.


و النتيجة؟؟؟

بعد كل هذا التعب و بعد كل هذه التضحيات و بعد كل هذا الشقاء لا أحد راضٍ عنكي تمام الرضا و كل طرف يرى أنكي مقصرة معه و لم تعطه حقه كاملاً و هذا طبيعي تماماً فأي إنسان يستطيع أن يوفي حق كل هؤلاء؟

و الخلاصة أننا قد نكون مقصرين في جزء من حق كل طرف و الطرف الوحيد الذي ينال اللاشئ في النهاية هو المرأة نفسها فهي تنسى نفسها تماماً و تهمل نفسها تماماً و تفني نفسها لأجل من حولها و تنسى أنها كالشمعة التي ستنتهي يوماً ما

تنسى أنها إذا استمرت في التضحية من أجل الآخرين و التنازل عن كينونتها فهي تخرب حياتها بيديها و على رأي صديقة لي "أنا أضحي إذاً أنا بخرب بيتي"

رغم التناقض في الجملة و لكن إذا ركزنا بها جيداً سنجدها منطقية تماماً عندما نهمل في صحتنا و شكلنا وحقنا في جزء من الوقت طوال اليوم لأنفسنا نمارس فيه أي شئ لأنفسنا سواء رياضة أو قراءة أو حتى مشاهدة فيلم مع الفيشار و هذا أبسط حقوقنا نكون بشكل أو بآخر قصرنا في حق من نعيش معهم و لأجلهم.

أتسألن لماذا؟؟؟!!!!

ببساطة لأننا قبلنا أن نراقب حياتنا عن بعد كما لو كنا نراقب قرص الشمس في الأفق عند الشروق و عند الغروب

لأن صحتنا الجسدية و النفسية ستنهار يوماً بعد يوم و سيأتي اليوم الذي نكون فيه غير قادرين على العطاء و التضحية

عزيزاتي النساء لا تنتظرن أن يأتي اليوم الذي يتفهم فيه من حولك تضحياتك و ما تفعلينه من أجلهم و يقولون لكي "لقد فعلتي الكثير و ارتاحي الآن و خذي ما تحتاجينه من الوقت لتعتني بنفسك"

لن يحدث هذا لأنه و كما ذكرت من قبل كل طرف لا يدرك ما تعيشينه و يرى أنكي مقصرة فيما يخصه

إذاً اخلقي حياتك لنفسك، عيشي اهتمامتك، دللي نفسك (و هنا أستعير شعار حملة شيكولاتة جالاكسي)

تعالين نجرب سوياً أن نضع أنفسنا في قمة لائحة الأولويات و وقتنا الخاص كأهم وقت في اليوم و نرى ماذا ستكون النتيجة و كيف سيكون المردود على حياتنا و أنفسنا و من حولنا.

تعالين نقل لن نسمح لأحد أن يتحكم في حياتنا و يشكلها كيفما يشاء. لن نسمح بعد اليوم أن يكون هناك نقطة ضعف تجعلنا نتنازل و نتهاون في حق أنفسنا

سيداتي آنساتي عشن حياتكن فأنتن تستحقن كل لحظة فيها

أقولها لكن و لنفسي الحياة حلوة لو كنا جزء من حياتنا