Monday, June 30, 2008

معاً مواطنون ضد الغلاء

امبارح بالليل كنت بتفرج على برنامج "الطبعة الأولى" على قناة دريم2 و كان المذيع بيقول خبر ان حركة "مواطنون ضد الغلاء" تدعو الشعب المصري لمقاطعة شركة المصرية للاتصالات و الامتناع عن اسنخدام التليفون الأرضي تماماً إلا في حالات الضرورة القصوى و دا من يوم الأحد الموافق 29/6/2008 (يعني امبارح) و حتى يوم الأحد الموافق 6/7/2008 و دا علشان شركة المصرية للاتصالات أعلنت انها هتغلي تعريفة المكالمات مرة ثانية.

و قال المذيع انه يفترض ان شركة المصرية للاتصالات هي منظمة غير هادفة للربح و أنها تخدم المواطنين المصريين و على الرغم من كدا أعلنت عن أرباح لعام 2007 قدرها 2 مليار جنيه مصري و طبعاً بعد تطبيق الزيادة الجديدة في تعريفة المكالمات أرباحهم هتزيد.

أنا كنت أول مرة أسمع عن حركة "
مواطنون ضد الغلاء" امبارح في البرنامج بس الموضوع دا خلاني دورت عليهم على الانترنت و لقيت موقعهم و بصراحة الموضوع يستاهل مش بس موضوع المصرية للاتصالات ما ينفعش الحكومة تكون بتوعظ شركات القطاع الخاص بعدم رفع الأسعار تيسيراً على المواطنين و من ناحية تانية تكون هي بتغلي الدنيا علينا لازم بقى يكون لنا موقف و وقفة و نقول كفاية كدا استغلاء و بصراحة بقى لو ما وقفناش كلنا ضد الاستغلاء دا نبقى نستاهل اللي بيجرا لنا و نبقى بنساعد الحكومة على انها تعمل فينا أكتر و أسوأ من كدا.
حركة مواطنون ضد الغلاء تستاهل اننا نكون أعضاء فيها علشان نفسنا احنا المصريين علشان يكون لنا تأثير في حكومتنا و في قراراتها و مانكونش عبيد تسوقهم الحكومة بعصاية الغلاء و غيرها.

معاً في مقاطعة للمصرية للاتصالات. معاً مواطنون ضد الغلاء.

Friday, June 13, 2008

بتحب منير؟


"بتحب منير؟"
"آه طبعاً بموت فيه"
"طيب أنا معايا الشريط الجديد على الكمبيوتر تحب تاخد منه نسخة؟"
" و دا سؤال؟!! آه طبعاً. يللا ابعتي الشريط على طول"

دا حوار متكرر من ساعة ما نزل شريط محمد منير الجديد "طعم البيوت" بيني و بين زملائي في الشغل. و الغريبة ان الحوار كان بيتكرر بحذافيره مالقيتش و لا واحد و لا واحدة ما بيحبش منير.

و سألت نفسي هو ليه احنا بنسأل "بتحب منير؟" و ما بنسألش "انت بتسمع منير؟" ؟ السبب بسيط جداً لان منير حالة خاصة جداً ما ينفعش نسمعه من غير ما نحبه.

قبل ما أتعرف على زوجي العزيز كنت بحب أسمع منير طبعاً لكن استحالة كنت أتفرج له على كليب و لا أروح له حفلة أو ما شابه لان حركاته و لبسه بصراحة كانوا بيستفزوني.

زوجي عاشق لمنير و هو من القوم اللي بيسموا نفسهم "Mounirians" و ما بيفوتش حفلة ليه و عنده كل التراث الشرائط و كلمات الأغاني و أغاني الحفلات و البروفات و أغاني المسلسلات و الأفلام و أغاني الجلسات الخاصة و كل حاجة كل حاجة.

و من ساعة ما اتعرفنا بدأ يعلمني ازاي أسمع منير بعمق و بدأ حبي لمنير يأخذ شكل أكثر نضج فبالتالي بقيت أحب صوته و أغانيه بشكل أكبر بكتير بس لسا ما عنديش جرأة اني أحضر له حفلة.

و بعد ما تزوجنا معرفش ازاي أقنعني ان منير في الغناء الحي على المسرح و في الحفلات صوته و موسيقاه بتكون أحلى بكتير لدرجة انه قال لي "يا بنتي الموضوع مختلف تماماً لدرجة انك مش هتقدري تسمعيه كاسيت لمدة كام يوم بعد ما تسمعيه في لايف. لازم يكون فات كام يوم كدا على ما تقدري تسمعيه كاسيت تاني".

و فضلت مش متأكدة لحد ما رحنا نتفرج على مسرحية "الملك هو الملك" و أقنعت نفسي اني مش هركز معاه و هو بيتحرك و لا هركز مع لبسه و اني رايحة في المقام الأول علشان صلاح السعدني.

و بغض النظر عن ان دا كان من أحلى أيام عمري لان دي كانت أول مرة أتفرج على مسرحية في المسرح و لانه كان معانا حبيبتي
كراكيب و لأن المسرحية خلصت بالليل متأخر قوييييييي و خرجنا مشينا في شوارع وسط البلد و هي فاضية لحد ميدان رمسيس و طبعاً شوارع وسط البلد في التوقيت دا أحلى من شوارع باريس. بس الغريب بقى اني فعلاً استمتعت بيه جداً و هو بيغني غناء حي فعلاً أكتر من الكاسيت حسيت صوته بيخترقني و يتغلغل جوا روحي و بنفعل و بغني معاه.

و بعد كدا حضرنا له حفلة في الأوبرا و كنت وقتها لسا حامل بس ولا حسيت بتعب من الوقفة و لا حسيت بالزحام و لا حسيت بأي حاجة من حلاوة الحالة اللي بيعملها صوته و توزيع الموسيقى اللايف.

بكل المعاني و الطرق منير هو حالة. حالة عشق و فن فريد من نوعه غير متكرر. حمد الله على سلامة الشريط أخيراً بعد طول انتظار. و في انتظار أول حفلة لمنير.

صاحبة كل الحاجات اللي بحبها


من حوالي أسبوع كنت بتكلم على الماسينجر مع أعز صديقاتي كراكيب و أخذنا الحوار و تحدثنا عن أماكن و أشياء بنحبها و بتدخل علينا البهجة و في نفس الوقت قادرة على أن ترفع من معنوياتنا و وجدنا أنها حاجات بسيطة بس هي بتعبر عن شخصياتنا.

و أنا أتكلم معها وجدتني عند كل مكان يريحني فعلاً و عند كل فعل يسعدني فعلاً أذكر صديقة لي من أيام المدرسة الثانوية و الجامعة و ما بعد ذلك يمكن حتى 3 سنين مضوا و وجدتني أقول "تعرفي يا نونا صاحبتي دي هي صاحبة كل الحاجات اللي بحبها".

و وجدتني أفكر في أنه لا شك أن كون شخصياتنا تتكون و أذواقنا تتحدد في فترة الطفولة المتأخرة و المراهقة هي حقيقة. و طبعاً بالاضافة لتوجهاتنا الشخصية في هذه الفترة بيلعب الأهل و الأصدقاء دور كبير في تكوين شخصياتنا.

يعني أنا مثلاُ والدي و والدتي هم أصحاب فضل كبير في كوني على قدر جيد من الثقافة. والدي بيحب اللغة العربية جداً و قارئ ممتاز و عنده مجموعة كتب رائعة و هو الذي علمني كيف أقرأ. و أنا طفلة كان مواظب على شراء مجلة ميكي لي كل أسبوع و يحكيها لي و أسلوبه في الحكي رائع و يشد المستمع إليه. و عندما تعلمت القراءة كان يجلس بجواري و يقول لي "احكي لي انتي ميكي الأسبوع دا" و هذا طبعاً ليقوي مهارات القراءة عندي.

أيضاً والدي بيحب العقاد جداً و علمنى أن أقرأ له منذ كنت في المرحلة الاعدادية. قرأت للعقاد كثير جداً قرأت له مجموعة العبقريات كلها و قرأت له كتاب لن أنساه يوماً و لكني للأسف لا أذكر اسمه الآن. هذا الكتاب عن مملكة الحيوان.

في الكتاب علم بكل ما في هذه الكلمة من معانٍ و لكنه علم في صورة أدب. حقائق و معارف عن كل نوع من أنواع الحيوانات و لكن في صورة أدبية و فيها حوار بين الحيوانات نفسها بأسلوب شيق يجعلك تعلم الكثير و الكثير عن هذه الأنواع من الحيوانات دون أن تشعر و بشكل لا يخرج من ذهنك مطلقاً. أيضاً تعلمت من والدي أن أقرأ لطه حسين و لمحمد حسنين هيكل.

كمان والدي كان له دور كبير في تشكيل حسي الموسيقي. فهو الذي علمني أن أسمع فيروز و كان له دائماً جملة مشهورة "فيروز دي بتغني و هي قاعدة بين السحاب" و فعلاً الاستماع لفيروز يرتقي بالروح و يعلني أمر بين السحاب. و أستطيع أن أسمع فيروز في كل وقت و بأي كمية فهي غنت كل الأغاني التي تتماشي مع كل مقت و كل حالة نفسية من سعادة إلى حزن إلى شجن إلى حب إلى وطنية و عروبة و استنفار للهمة.

أيضاً والدي هو من أكد حبي للموسيقى و اشترى لي الأورج ثم الجيتار و أنا في الثانوي و شجعني هو و الدتي على الاشتراك في فريق الموسيقى بالمدرسة و تعلم الموضوع بأصوله و الاشتراك في مسابقات المدارس.

أما والدتي فهي من علمتني كيف أقرأ الأدب الروائي فهي التي علمتني أن أقرأ الأدب الانجليزي بكل أشكاله و أنواعه فأحببت ويليام شكسبير و تشارلز ديكينز و أقرأ لهم باللغة الانجليزية و لشكسبير أقرأ بالانجليزية القديمة. أيضأ حببتني في الأدب الروائي بأشكال مختلفة فقرأت لإحسان عبد القدوس و لأجاثا كريستي.

أمي كمان هي اللي علمتني أن أسمع عبد الحليم حافظ و نجاة و أحب محمد عبد الوهاب و موسيقاه و مدحت صالح و علي الحجار.

بعد هذا أتت مرحلة المراهقة في الثانوي و الجامعة و تعرفت على صديقتي صاحبة كل الحاجات اللي بحبها و أصبحنا مقربين جداً و كانت هي الأخرى تحب الروايات الإنجليزية و تشتريها دائماً و كنا نتبادل ما لدينا و نتسابق في القراءة و كنا نقرأ هذه الروايات حتى في الطريق من و إلى الجامعة و في المواصلات عندما نخرج لنتفسح.

و أصبح حب القراءة ولع و كنا نريد أن نقرأ أكبر كميات فاكتشفت هي عند الجامعة الأمريكية بائع جرائد و مجلات يبيع روايات انجليزية مستعملة و ليس معنى ذلك أن تكون قديمة بالعكس في أوقات كثيرة جداً تكون في حالة ممتازة.

و كل شهر كنا نذهب سوياً لصديقنا بائع الجرائد و ترصد كل مننا ميزانية مساوية للأخرى لشراء الروايات و نشتري العدد الذي نريده و نتقاسمه فتقرأ كل مننا نصيبها ثم نتبادل و هكذا.

هي كمان التي أكدت حبي لشوارع وسط البلد و التسوق فيها و شرب النيسكافيه في "الأمريكين". و على الرغم من أنني مواليد مصر الجديدة و تربيت فيها و أحبها حبي للحياة بكل شوارعها و مناطقها، إلا أن صديقتي هذه كانت أول من عرفتني على محل "شانتي" في منطقة الكوربة و ما أحلى تناول الفطور و قراءة رواية رائعة هناك. و أمام "شانتي" مباشرةً مكتبة "Every Man's Heart" و في أحد الشوارع الخلفية في الكوربة أيضاً محل "Fabulous" للملابس و إلى الآن لا أمر من أمام أي فرع من فروع هذا المحل إلا و لابد أن أدخل لأرى الجديد عنده.

ليس معنى كل هذا أننا لا هوية لنا و كل من حولنا يشكلوننا كعجينة الصلصال أبداً انما هي استعدادتنا و ميولنا التي تسمح للآخرين بحفر ما نحب بداخلنا و تأكيده.

فمثلاً لو أنني من البداية ليس لدي الاستعداد للقراءة و لا أحبها لم يكن أي أحد لينجح في أن يحببني فيها. لو لم أكن أعشق القهوة بكل أشكالها و أصنافها لما أحببت الأمريكين و شانتي. لو لم أكن أحب مصر الجديدة لما أصبحت أماكني المفضلة و التي تسعدني حقيقةٍ كلها هناك. و لو لم أكن أحب الملابس القطنية المريحة و التي تعطي حرية في الحركة و في نفس الوقت هي رائعة المظهر لما أحببت "Fabulous". هي كلها أسباب لتؤكد اتجاهتنا و ميولنا و تحفر أحلى ذكرياتنا.

"بس تعرفي يا نونا؟ صاحبتي دي وحشتني قوي بقالي 3 سنين ماشفتهاش لانها تزوجت و سافرت مع زوجها إلى الرياض. و طول الفترة دي ما تكلمناش إلا مرات قليلة قوي على الماسينجر".

لا أعلم ربما كتبت هذه التدوينة فقط لأقول لها "وحشتيني".