احترت جداً و أنا أبحث عن عنوان لهذه التدوينة فقررت أن أبدأ في كتابتها علني أثناء ذلك أجد العنوات المناسب. في الحقيقة هذه التدوينة هي تفريغ لكبت كبير بداخلي من كل ما يحيط بنا.
ثقافة شعب
مؤخراً واجهت أكثر موقف كلهم يدلوا أننا شعب في المجمل بدون الحد الأدنى من الثقافة و تحديداً أكثر الثقافة الدينية. فمثلاً
1) سمعت عن لسان صديقة لي عن احدى معارفها على قدر كبير من التعليم و في مركز وظيفي مهم و بلغت من العمر ما ليس بالقليل و لكن على حد علمها في ديننا الخمر ليست حرام و انما مكروهة !!!! آي و الله و من رواية صديقتي أن زميلتها هذه تجادل في هذا و بشدة. سألت صديقتي و و ظللت أسأل نفسي مئا ت المرات بعد هذا، ألم تمر هذه السيدة بمراحل التعليم الأساسية التي يرسون فيها أكبر من ضمن تعاليم ديننا أكبر الكبائر؟! و إذا كان هذا الحال بجيلها فكيف سيكون الحال بالأجيال القادمة مع اختفاء الدين الاسلامي من مدارسنا شيئاً فشئ؟؟!!
2) قبيل عيد الأضحى المبارك كنت أركب "تاكسي" يوصلني دائماً للعمل و كنت أقول للسائق "كل عام و أنت بخير و يا رب في العام القادم ان شاء الله تكون على جبل عرفات" ففوجئت بل في واقع الأمر صدمت برده "يا خبر يا مدام لا لسا بدري قوي هو أنا عمري 50 و لا 60 سنة؟" فسألته "و ما دخل العمر بأداء فريضة الحج؟!" فرد قائلاً "يعني أنا لسا ما شبعتش من الدنيا اللي بيحجوا دول العواجيز بيروحوا يتوبوا عن ذنوبهم في آخر العمر انما أنا لسا في أوله و بعدين حضرتك دا مش فرض الحج حاجة مهمة بس مش فرض" لم أرد عليه و ظللت أردد في سري لا حول و لا قوة الا بالله، لا حول و لا قوة الا بالله، هذا الرجل تعليمه متوسط أي أنه ليس أمي و لا يعلم أن من أركان الاسلام "و حج البيت لمن استطاع اليه سبيلا" أي أنه فرض و لابد منه طالما أن هناك مقدرة.فعلاً أنا مصدومة. أنا لا أدعي أنني عالمة في الدين بل و على العكس أعترف لنفسي أنني مقصرة في علاقتي مع الله كثيراً و أدعوه من كل قلبي أن يغفر لي ذنوبي و يهديني و يتقبلني من عباده الصالحين، انما ما واجهته هو جهل بأبسط تعاليم ديننا فإلى أين؟؟! حقاً أعتقد أنه سؤال يحتاج إلى إجابة. ما بداخلي ليس فقط حزناً على وضعنا الحالي و انما أيضاً رعب من المستقبل الذي نخطو إليه طوعاً خوفاً على ابنتي.
3) موقف آخر ليس بخصوص ثقافتنا الدينية و انما الثقافة العامة. ليلة رأس السنة كنت أشاهد حلقة من برنامج أشاهده دوماً و قرر المذيع أن يدخل الاستوديو ليجري حوار مع العاملين بداخل الاستوديو و سأل المخرج سؤال "ايه هي أمنياتك للسنة الجديدة؟" و رد عليه المخرج بأمنية في منتهى الاحترام أتمناها أيضاً من صميم قلبي قال له "أتمنى يكون عندنا 2 مليون حسن نصر الله". في اليوم التالي اتصلت بالبرنامج سيدة عرفت نفسها على أنها الدكتورة فلانة و كانت محتدة جداً و أخذت تقول للمذيع "من أول ما بدأت أعياد الأخوة المسيحيين و حضرتك بتدعو اننا نكون اخوات و ان في مصر مافيش فرق بين مسلم و مسيحي و عايزين نعيش في ألفة كان لازم في وسط دا ييجي المخرج و يقول عايزين 2 مليون حسن نصر الله و يجرح أخواتنا المسيحيين كدا ما ينفعش....." وجدت نفسي أستشيط غضباً بحق قمة الجهل هي ادعت أنها طبيبة فيفترض أنها على قدر معين من الثقافة ألا تعلم الطبيبة المحترمة أن حرب السيد حسن نصر الله مع اليهود و ليس الأقباط؟؟!! ألا تعلم الطبيبة المحترمة أنه بعد حرب لبنان الأخيرة قام السيد حسن نصر الله بإعادة إعمار للبنان من أموال جماعته و أمواله الخاصة للبنانيين بجميع طوائفهم على حد سواء دون التفرقة بين مسيحي و مسلم!!!
4) ثم جاءت القشة التي قسمت ظهر البعير، أعز صديقاتي كراكيب كتبت تدوينة بها جملة صدمتني ليس فقط لأنها ليست الأسلوب الجميل في الكتابة الذي اعتدته منها و انما لأنها فيها خطاب لله سبحانه و تعالى بأسلوب مرفوض تماماً و وجدتني أعلق على هذه التدوينة بغضب شديد. و بعدها بفترة تحدثنا سوياً و الحمد لله أنها لم تغضب من أسلوبي في نقدها و لكنني قلت لها "معلش ماتزعليش مني بس أنا غضبت لان في مناطق ما يتفعش نتعامل معها بالأسلوب دا" و ردت علي "أنا مش زعلانة و الله بس التوجه دا هو أسلوب الكتابة الحديثة" و رددت "كتابة حديثة نخطأ فيها بهذا الشكل ليس عن الدين فقط و لكن عن الله؟؟!! ملعونة هذه الكتابة الحديثة علشان خاطري ما تكتبيش كدا تاني".
طول الوقت بتسائل ليه احنا كدا؟ أكيد في سبب. ليه احنا عندنا استعداد نمحي هويتنا و ثقافتنا بايدينا؟ ليه بناخد من الآخر أسوأ ما فيه و نزيده سوءاً؟ ليه ماعندناش حس اننا نطور من أنفسنا؟ ألف ليه و ليه مالهاش إجابة حاضرة أمامي.
اللي يوجع بقى ان أمريكا اللي احنا بنقلدها في كل حاجة عندها حاجات كويسة قوي تستحق انها تتقلد و احنا عمي تماماً عنها. يعني تقليدنا لبرنامج "America's Idol" و اللي بالعربي بقى "سوبر ستار" هو تقليد فاشل تماماً يعني هم قصدهم من البرنامج الأمريكي أكيد مش انتشار الرقص و الفساد و انما اكتشاف الموهبة تطوير الفن اللي هو مؤشر حضارة أي بلد. و برنامج "ستار أكاديمي" عجب العجاب بقى، بغض النظر عن انه لا من تقاليدنا كعرب و لا من أدياننا كمسلمين و مسيحيين على حد سواء انه طبيعي انه أولاد و بنات يقعدوا مع بعض في شقة لوحدهم بدعوى اكتشاف المواهب مين اللي قال ان اللي بيحصل في البرنامج دا بيفيد الفن بأي شكل من الأشكال. يعني لا سمعنا صوت عدل و لا جه حد صاحب قضية و موقف حتى لو انه القضية دي مجرد الارتقاء بأذواق الناس.
وبرنامج أمريكي آخر هو "The Biggest Loser" و اللي أصبح عندنا "الرابح الأكبر" طيب هم في أمريكا شعب بيعاني من مرض السمنه آه و الله عندهم نسبة المرضى بالسمنة في أمريكا تتجاوز الـ 63% و أكثرهم من الأطفال طيب و احنا؟ و بعدين دول شعب يمكن تكون دي أكبر همومهم. التعليم عندهم ممتاز و بيخرج بني آدمين بتفهم. مستوى المعيشة عندهم محترم لأن دخولهم محترمة، و نسبة البطالة عندهم تتجاوز الـ 5% بقدر قليل يعني ليهم حق يعملوا برامج تحفز الناس على حل مشكلة السمنة لان دا يمكن يكون أكبر همومهم. انما احنا محتاجين برنامج يحل لنا مشكلة البطالة و لا رغيف العيش.
طيب الأخوة الاعلاميين اللي بيستنسخوا و يعربوا البرامج دي ما مرش عليهم برنامج اسمه "The American Inventor"؟ دا برنامج بيكتشف المخترعين و يعمل مسابقة ما بينهم و الفائزين بيتم رعايتهم بشكل كامل و تطوير اختراعاتهم و تطويرهم هم شخصياً علمياً و مادياً و لا يوجد لا حد أدنى و لا حد أقصى للسن يعني آخر حلقة شفتها من يومين كان فيها طفل عمره 12 سنة!!!
و بعدين أرجع و أقول احنا اللي بننجح الناس دول يعني لو احنا عاجزين بالكامل بمعنى انه ماعندناش لا موارد مادية تخلينا نعمل أحسن من اللي بيعملوه و لا عندنا مثلاً افكار ازاي نطور من الناس على الأقل نقاطع النوع دا من البرامج و الأفكار بالتالي سيكون مصيرهم الفشل و الشئ الذي سيفشل مش هيتكرر.
يا ريت ما نسيبش حد يضحك علينا و يغيبنا و يلغي عقولنا. كفاية ان الجري و راء تدبير امتطلبات المعيشة و محاولات التغلب على الغلاء بالمزيد و المزيد من العمل لا تعطينا الفرصة ان احنا نبص حوالينا و نشوف ايه اللي بيحصل و يكون لنا موقف و كلمة. و ربنا يرحمنا و يرحم أولادنا.
No comments:
Post a Comment